Yahoo! ID: Password:

نرحب بتواجدكم

ورأيكم يعنينا

الخميس، ديسمبر 24، 2009

بناء المجتمع الإشرافي الفعال..


منذ أن خلق الله الإنسان ، وهو مجتمعي بطبعه يقطع مسافات الزمن ، ويجوب البراري باحثاً عن التجمعات البشرية فينصهر فيها يعمل معها ، ويرتبط بها فكرياً وعاطفياً ؛ إيماناً منه أن القوة في الوحدة لا التوحّد ، ولم تعرف البشرية شخصاً سوياً تفرد بنفسه وانزوى بعيداً عن أعين الآخرين مدى الحياة بل إن مصدر سعادة بني البشر التآلف مع بعضهم البعض قال صلى الله عليه وسلم :" المؤمن يألف ، ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف ، وخير الناس أنفعهم للناس"." رواه أحمد والطبراني
والتربية الحديثة تُدرك تلك الخاصية الإنسانية وتسعى لدعمها لذا نجد أن القائمين على المؤسسات التربوية يسعون لخلق جو ٍأسريّ داخل هذه التنظيمات بحيث يشعر كل أعضائه بالانتماء لهذا الكيان ويتفانون في خدمته ، وبنائه بل وينافسون به أمام التنظيمات الأخرى.
والمعنيون بعملية البناء لهذا المجتمع يدركون أن بناء مجتمع بشري غاية في الصعوبة فبني البشر مختلفو المشارب والأهواء وقضية الاندماج وتوحيد الرؤى ربما تكلفهم الكثير إلّا أن شيئاً واحداً يستدعي هممهم يتمثل في تحقق الغاية من بناء مجتمع إشرافي فعّال داخل المنظومة المدرسية والمتمثلة في تجويد المخرجات وتحسينها والتي ستغذي المجتمع الأكبر بأسره بأفراد صالحين قادرين على مواجهة التحديات ، وحل مشاكلهم بأنفسهم.
والمجتمع الإشرافي الفعّال هو مجموعة من الأفراد ( أفراد المؤسسة التعليمية ) يشعرون بالانتماء لمنظومتهم ، ويعملون سوياً بروح الفريق الواحد كل واحد منهم يمارس دوره المناط به دونما سلطة ، ويتعلم مستفيداً من تقويمه الذاتي سواءً كان قائداً أو معلماً أو متعلماً كلهم يعملون لتحقيق الجودة الشاملة وتحسين المخرجات وجودة المنتج ( المتعلم ).
.

ولعله من دواعي العمل بهذا التوجه في العصر الحالي عدم جدوى التنظيمات المدرسية السابقة التي يعمل أفرادها منفصلين كلٌ يؤدي دوره بمعزل عن الآخر لتأتي النتائج عشوائية ضعيفة ( ضعف مستوى المتعلمين علمياً وسلوكياً) إلى جانب ضعف الأداء المهني لأفراد المؤسسة التربوية الذين فقدوا مكانتهم بطريقة أو بأخرى بعد أن أخضعتهم بيروقراطية النظام التعليمي لتعليمات وخطط لا يمكنهم الخروج عليها وأُهمل تدريبهم وتمكينهم من بناء أنفسهم فماذا عسانا ننتظر من هكذا مجتمع قتلت أفكاره بأفكار غيره قسراً؟
وحتى نبني مجتمعاً إشرافياً فعّالاً علينا أن نمنح أفراده الصلاحية الكافية لممارسة مهامهم والتعاطي مع المشكلات التي تواجههم وحتى يشعروا بمكانتهم ، وعليهم أن يستخدموا الشورى كأساس لأعمالهم باعتبار العمل الجماعي مع الثورة على الممارسات التقليدية التي لم تثبت فعاليتها وذلك لن يتأتى إلا بعقول تعي أهمية التغيير للأفضل مع توفر أعضاء جديرين يقودون هذه المهمة وهم قائد المجتمع ، والمعلم القائد مع عدم إهمال دور المتعلم كمحور للعملية التعليمية برمتها ، ومنهج فعّال أيضاً يستوعب كل الخبرات الكافية والمتنوعة والملائمة لمستويات المتعلمين وميولهم قادر على التعاطي مع الوسائل التقنية والتغييرات العالمية الحادثة مع دعم هذا المجتمع بمخصصات مالية كافية تكافئ الدور المناط به وتعينه على أدائه، أمّا المعنيون بعملية بناء هذا المجتمع فهم كل المتصلين به من داخل المؤسسة التعليمية وخارجها ، وفق خطوات بنائية متدرجة تبدأ بمرحلة الوعي والتهيئة ، ثم التطبيق ، يليه التقويم والتحسين ، ولكل فرد في هذا المجتمع دور يؤديه مع بقاء وحدة الهدف فالجميع يمارسون عملية التعلم ويلتقون في السير نحو تحقيق الجودة الشاملة حيث الإتقان المنشود ، وهم أيضاً متصلون بالمجتمع المحلي يتفاعلون معه ، ويستفيدون من أعضائه في كل مناشطهم وقراراتهم .
كل ذلك سيمنحنا منظومة تربوية آمنة جاذبة تحفز موظفيها ومتعلميها على الإبداع ، وتأخذ بأيديهم نحو التميز ، وتخلق قنوات تواصل مع المجتمع الخارجي فالقضية أكبر من أن تكون مصنعاً للإنتاج ، القضية قضية حياة أمة بأكملها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق