Yahoo! ID: Password:

نرحب بتواجدكم

ورأيكم يعنينا

الخميس، ديسمبر 24، 2009

التقويم الذاتي.. الوعي..


منذ أن بدع الله عز و جل الخلق ، وجعل لهم خلافة الأرض وعمارتها ، والإنسانية جمعاء مشغولة بالعمارة والتشييد كلٌ يسير في مجالات الحياة المختلفة لا تثنيه عوائق الطريق ، ولا تعرقله صراعات الزمن ، فالإنسان مطبوع بفطرته على حب التميز ، والتفرد ، وهو في سباق دائم يفتش عن الأفضل ، ويطمح للأفق البعيد كلٌ حسب قدراته وإمكاناته .
وحتى يحصل المراد ، وتتحقق الآمال كان لزاماً على أصحاب النفوس التواقة لملامسة السحاب أن تعيش لحظات وعي ذاتي تقيس فيها ما فات لتبذل الجهد فيما هو آت ، وذاك ليس بغريب على من تربى بتعاليم الإسلام ، وتحلى بصفات الأخيار ، وحري بالمسلم على وجه الخصوص أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب فالأعمال موزونة ولا يضيع عند ربك مثقال ذرة ، وهنا نقول بأن المسلم أكثر عناية بمبدأ التقويم الذاتي فهو على مر الساعات مقوّم لأعماله باحث عن الأفضل انطلاقاً من الآية الكريمة: لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ
وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ سورة القيامة.
والتقويم الذاتي مطلب أكيد خاصة إذا كان مجاله التحسين والتطوير في قضايا التربية والتعليم حيث الأرض خصبة والداعي جالب للفوائد باعد للمثالب ، ففي التربية تقوى أهمية التقويم الذاتي والذي يعني فيما يعني تحديد مواطن القوة لتعزيزها ، ومواطن الضعف لتلافيها في كل مجالات وممارسات التربويين الخاصة منها بالجوانب التربوية أو الجوانب الأدائية العملية.


والتقويم الذاتي إذا ما طبق بصورة صحيحة في الميدان التربوي بعيداً عن المحاسبية ، والمخاوف فإنه سيحل كثيراً من القضايا العالقة ، وسيخفف الهدر المادي في الميدان بل وسيوجه أهداف التربية والتعليم توجيهاً حقيقياً نحو الرقي دون حاجة للإجراءات المحاسبية التي تقصر عن تطوير الأداء وزيادة الفاعلية.
والتقويم الذاتي في التربية لابد أن يشمل كل المرتبطين بالعمل التربوي ( القائد – المعلم – المدير ) في صورة تكاملية بحيث يقف كلٌ منهم وقفة صادقة بعيداً عن المحاباة الشخصية للذات يستعرض فيها كل الإجراءات السابقة والمخرجات ، وهل تتفق هذه المخرجات مع ما بذل من جهد ، وماذا يمكن أن يحدث لو تم استبدال طريقة بطريقة ...إلخ بغية التحسين والتطوير وذلك بصورة مستمرة بعد أو أثناء كل مرحلة يُعدل بعدها المسار.
والتقويم الذاتي مهارة لا يمكن أن يطبقها إلا من اتصف أولاً بالصدق ، وحمل على عاتقة عبء التغيير برضا نفسي ومبادأة ذاتية تحسن تقدير الأمور والحكم على النتائج ، واكتشاف المشكلات ، وتحديدها ، واقتراح طرائق للحل وفق ما هو متاح، لذلك فالتدريب على التقويم الذاتي لابد أن يكون منهجاً يتدرب عليه مدراء المدارس ، والمعلمون ،والمتعلمون حتى يستفاد منه في تحقيق الأهداف المنشودة ، وليسهم الجميع في عمليتي التحسين والتطوير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق